والجارودي: نسبة الى الجارودية قرية من قرى القطيف.
كان (رحمه اللّه) من العلماء الأعلام الأتقياء الكرام.
وكان اشتغاله في مبدأ امره عند بعض فضلائها خفيّة عن والده، وكان والده من الفقراء الفلاحين وعليه في كل يوم وظيفة من الحشيش وسائر الخدم، وهو يقرأ ويقوم بذلك حتى علم أبوه بما هنالك.
ونقل أنه لم يرض بذلك لاحتياجه لخدمته حتى تكفل له بعض أهل الخير بمؤنته فتركه و اشتغاله، ثم هاجر الى البحرين وحضر عند جملة من فضلائها في عصر العلامة الثاني الشيخ سليمان الماحوزي البحراني، وقد حضر عنده وأجازه، وبعد وفاة أستاذه المذكور اختص بتلميذه العالم المحدّث الشيخ عبد اللّه بن صالح البحراني ولازمه مدة مديدة حتى بلغ مبلغا عظيما في العلوم و قرأ عنده كتبا كثيرة في مدرستي بوري و القدم (من قرى البحرين) واجازة عامة مبسوطة جدا تقرب من (لؤلؤة البحرين) للشيخ يوسف بالغ فيها من المدح له و الثناء عليه، واجازه أيضا الشيخ محمد بن كنبار البحراني.
من آثاره:
1-كتاب جليل دقيق المعنى مجلد حسن في مكارم الاخلاق والسلوك نفيس جدا.
2- ترتيب مسائل الثقة علي بن جعفر الصادق (عليه السلام) عن أخيه موسى الكاظم (عليه السلام) وتنبيهات له عليها جيدة.
و له تغمده اللّه برحمته قصة مع حاكم البلاد من أهل القطيف وهي أنه كانت مقبرة بجنب بستان لذلك الحاكم فأراد عمارتها و غرسها وإدخالها في بستانه فوعظه ذلك الشيخ فلم يتعظ ومنعه فلم يمتنع، وكانت القطيف والأحساء حينئذ لبعض الحكام من أهل البادية مقدار يومين أو ثلاثة فمشى الشيخ ناصر المذكور إليه حتى اجتمع به وأخبره بما جاء إليه، فلما حضر وقت الغداء قام من عنده الى رحله فدعاه الى الغداء فامتنع امتناعا شديدا و اعتذر اليه ببعض الأعذار، وكانت له دوخلة- إناء من خوص- فيها تمر فأكل منه فأضمر له ذلك الحاكم سوءا ثم اختبره ببعض العطايا والاقطاعات فلم يقبل قليلا و لا كثيرا، فوجده صادقا زاهدا فأجابه إلى ما طلب وكتب إلى عامله ينهاه عن التعرّض لتلك الأرض و يأمره بالإحسان للشيخ المزبور فبقيت تلك المقبرة خرابا.
ونُقل أنه لمّا تُوفّي الشيخ المذكور قام ذلك الحاكم لتلك الأرض وعمّرها و غرسها في يومها و هي الآن خراب لا يُقبر فيها أحد وكانت عاقبة ذلك الحاكم أن قُتل أشرّ قتلة وغصبت جميع أملاكه فهي الى الآن مغصوبة.
تُوفّي (رحمه الله) سنة (1164هـ) (1) .
(1) أنظر ترجمته في:الذريعة:9/1155، مستدركات أعيان الشيعة:2/338، منتظم البدرين:3/353-356، أنوار البدرين:158، الإجازة الكبيرة:34، الذريعة:2/80.
تم ارسال رسالتك بنجاح