كان (رحمه اللّه) تعالى من الشعراء المجيدين المكثرين في مراثي الحسين (عليه السلام) و له يد قوية في العلم إلا أن الشعر غلبه.
انتقل من القطيف للعراق وجاور جدّه سيّد الشهداء (عليه السلام) حتى مات فيها.
كان (رحمه اللّه تعالى) كثير الرقّة و اراقة الدموع على مصاب جدّه الحسين (عليه السلام) ، و لا يتهنى بلذيذ الطعام و بارد الماء و يجعل العمر كله عليه مأتما.
ونقل في أحواله أنه قال: رأيت في الطيف ليلة من الليالي كأني جئت الى غدير ماء يجري وعلى حافته امرأة جالسة عليها آثار الهيبة والعظمة وهي تئن وتبكي وبيدها قميص أحمر تغسله في ذلك الغدير وهي تردّد هذا البيت بأنين وبكاء وزفير:
وكيف يطوف القلب مني ببهجة ومهجة قلبي بالطفوف غريب؟
يقول السيد محمد: فدنوت منها وسلمت عليها وقلت لها: من أنت وما هذا القميص؟
فقالت: أما تعرفني أنا جدّتك فاطمة الزهراء وهذا القميص قميص ولدي الحسين (عليه السلام) لا أفارقه أبدا، فانتبه السيد المذكور وعمل قصيدة جيّدة على الحسين (عليه السلام) وضمنها هذا البيت عن لسان فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها، وأول القصيدة المذكورة هو:
(أراك متى هبت صبا وجنوب)
و له (رحمه اللّه) القصيدة الرائية في رثاء جدّه الحسين (عليه السلام) منها في شأن الأنصار ومنها:
عشقوا القنا للدفع لا عشقوا القنا للنفع لكن أمضي المقدور
ما شاقهم للخلد إلا دعوة الرحمن لا ولدانها والحسور
فتمثلت لهم القصور و ما بهم لولا تمثلت القصور قصور(1) .
(1) أنظر ترجمته في:أنوار البدرين:332-334.
تم ارسال رسالتك بنجاح