أبو الحسن، قطب من الأقطاب، وفذ من الأفذاذ، وعبقري نادر، فيه أصولي كبير.. من عمالقة العلماء، ومن أعلام الإسلام.
وُلد في القطيف سنة (1291هـ)، ونشأ نشأة مباركة صالحة.. في الحجر النقي، والحضن الطاهر.. ثم بدأ مشواره، بحفظ القرآن الكريم، وإجادة القراءة والكتابة في مدة قصيرة.. بعدها قرأ المقدمات على أساتذة من وطنه، كالشيخ محمد علي النهاش، والشيخ عبد الله بن ناصر آل نصر الله أيضاً، وابنه الشيخ علي آل نصر الله، والشيخ حسين بن محمد علي آل عبد الجبار، والشيخ منصور الجشي.. ثم هاجر به والده المقدس، سنة 1314هـ إلى النجف الأشرف، بعد توفيقه لحج بيت الله..
ولم تمض فترة من الزمن قدرت بسنتين، أي سنة(1316هـ) إلا وسهم المنيّة قد اخترم الوالد العطوف.. فاضطر المُترجم له أن يذهب إلى القطيف، لإصلاح بعض الأمور الضرورية في شهر جمادى من نفس السنة.. فجلس فيها ستة أشهر، ثم آب إلى النجف مرة أخرى، فأكمل سطوح الفقه والأصول على لفيف من الأفاضل بإتقان واستيعاب تامين، ثم حضر أبحاث الخارج على الشيخ محمد كاظم الخراساني، والسيد أبي تراب الخوانساري، وشيخ الشريعة الأصفهاني، والشيخ هادي الهمداني، والشيخ محمد طه نجف.. وأجازه أغلب أساتذته المذكورين، ومعهم الشيخ محمد تفي آل الشيخ أسد الله التستري..
كما تتلمذ عليه جمع كبير من أعلام القطيف، كالشيخ علي بن حسن الجشي، والشيخ محمد علي الجشي، والشيخ منصور بن عبد الله آل سيف التاروتي، والشيخ محمد علي بن حسن علي الخنيزي (إبن أخيه)، والشيخ محمد صالح المبارك الصفواني، والشيخ ميرزا حسين البريكي، والشيخ فرج بن الحسين آل عمران.. وغيرهم كثير.
خلّف أولاده الصلحاء الأعلام، والذي يقدمهم، الشيخ عبد الحميد الخطي، والشيخ عبد الله. كما خلف آثاراً علمية غنية وغزيرة طرقت أبواباً متعددة وفنوناً مختلفة، ومن العسير جداً تمييز بعضها عن بعض، إلا أن أبرزها: دلائل الأحكام في شرح شرائع الإسلام (حقق أخيراً تحت إشراف نجله المحقق الكبير الشيخ عبد الله).. خرجت بعض أجزائه المحققة في النجف الأشرف.
تُوفّي (رحمه الله) سنة (1363هـ).. ودفن في مقبرة القطيف الشهيرة (الحباكة) .
تم ارسال رسالتك بنجاح