الجارود: واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار.
وإنما سُمّي الجارود لأن بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت للجارود شلية والشلية هي البقية فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان فأقام فيهم وإبله جربة فأعدت إبلهم فهلكت فقال الناس جردهم بشر فسُمّي الجارود، فقال الشاعر:
جردناهم بالسيف من كل جانب كما جرد الجارود بكر بن وائل
وكان سيد عبد القيس، وقيل: إنه الجارود بن العلاء والأول أصح والجارود لقب.
ويقال: كنيته أبو عتاب.
وأم الجارود درمكة بنت رويم أخت يزيد بن رويم أبي حوشب بن يزيد الشيباني وكان الجارود شريفا في الجاهلية وكان نصرانيا فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوفد فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام وعرضه عليه، فقال الجارود: إني قد كنت على دين وإني تارك ديني لدينك أفتضمن لي ديني؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه، ثم أسلم الجارود فحسن إسلامه، وكان غير مغموص عليه وأراد الرجوع إلى بلاده فسأل النبي صلى الله عليه وسلم حملانا فقال: ما عندي أحملك عليه، فقال: يا رسول الله إن بيني وبين بلادي ضوال من الإبل أفأركبها؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما هو حرق النار فلا تقربها.
وكان الجارود قد أدرك الردة، فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلى الاسلام، وقال: أيها الناس إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وأكفى من لم يشهد.
وقال رضينا بدين الله من كل حادث وبالله والرحمن نرضى به ربا.
قُتل الجارود في خلافة عمر بأرض فارس.
تم ارسال رسالتك بنجاح