قال ابن خلكان:
والبحراني بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وفتح الراء وبعد الألف نون هذه النسبة إلى البحرين المقدم ذكرها وهي بليدة بالقرب من هجر قال الأزهري وإنما سميت البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ وقدرت البحيرة ثلاثة أميال في مثلها ولا يغيض ماؤها وهو راكد زعاق( 1).
وقال المسعودي:
وهجر وكانت أعظم مدن البحر، وكان بها عياش المحاربي، وكان أعظمهم عدة، وأشدهم شوكة(2 ).
قال الحموي:
هجر: بفتح أوله وثانيه، في الاقليم الثاني، طولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها أربع وعشرون درجة وخمس عشرة دقيقة، وفي العزيزي: عرضها أربع وثلاثون درجة، وزعم أنها في الاقليم الثالث، وفي اشتقاقه وجوه، يجوز أن يكون من هجر إذا هذى، ويجوز أن يكون منقولا من الفعل الماضي، ويجوز أن يكون من الهجرة. وأصله خروج البدوي من باديته إلى المدن ثم استعمل في كل محل تسكنه وتنتقل عنه، فيجوز أن يكون اصله الهجران كأنهم هجروا ديارهم وانتقلوا عنها، ويجوز أن يكون من هجرت البعير أهجره هجرا إذا ربطت حبلا في ذراعه إلى حقوه وقصرته لئلا يقدر على العدو، فشبه الداخل إلى هذا الموضع بالبعير الذي فعل به ذلك ثم غلب على اسم الموضع، ويجوز أن يكون شئ مهجر إذا أفرط في الحسن والتمام، وسمي بذلك لان الناعت له يخرج في إفراطه إلى الهجر وهو الهذيان، ويجوز أن يكون من التهجير وهو التبكير إلى الحاجة، أو من الهاجرة وهي شدة الحر
وسط النهار كأنها شبهت لشدة الحر بها بالهاجرة، وقال ابن الحائك: الهجر بلغة حمير والعرب العاربة القرية، فمنها: هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصنة من مخلاف مازن، وهجر: مدينة وهي قاعدة البحرين، وربما قيل
الهجر، بالألف واللام، وقيل: ناحية البحرين كلها هجر، وهو الصواب، قال ابن الكلبي عن الشرقي: إنما سميت عين هجر بهجر بنت المكفف وكانت من العرب المتعربة وكان زوجها محلم بن عبد الله صاحب النهر الذي بالبحرين يقال له نهر محلم وعين محلم، وينسب إليها هاجري على غير قياس كما قيل حاري بالنسبة إلى الحيرة، قال عوف بن الجزع: تشق الأحزة سلافنا * كما شقق الهاجري الدبارا الدبار: المشارات التي تشق للزراعة، وقال أبو الحسن الماوردي في الحاوي: الذي جاء في الحديث ذكر القلال الهجرية قيل إنها كانت تجلب من هجر إلى المدينة ثم انقطع ذلك فعدمت، وقيل: هجر قرية قرب المدينة، وقال: بل عملت بالمدينة على مثل قلال هجر، وقال قوم: هجر بلاد قصبتها الصفا، وقد ذكرت في موضعها، بينها وبين اليمامة عشرة أيام، وبينها وبين البصرة خمسة عشر يوما على الإبل، وقد ذكر قوم من أهل الأدب أن هجر لا تدخله الألف واللام، وقال ابن الأنباري: الغالب عليه التذكير والصرف وربما أنثوها ولم يصرفوها، قالوا: والهجر، بالألف
واللام، موضع آخر وقد فتحت في أيام النبي، صلى الله عليه وسلم، قيل في سنة ثمان، وقيل في سنة عشر، على يد العلاء بن الحضرمي، وقد ذكر ذلك في البحرين، وقال ابن موسى: هجر قصبة بلاد البحرين بينه وبين سرين سبعة أيام . والهجر: بلد باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة من جهة اليمن، وقال ابن الحائك: الهجر قرية صمد وجازان، والهجران اسم للمشقر وعطالة وهما حصنان باليمامة.
هجر: بالفتح ثم السكون، بلفظ الهجر ضل الوصل، قال الحازمي: موضع في شعر بعضهم(3 ) .
وقال أيضا: وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل: هي قصبة هجر، وقيل هجر قصبة البحرين، وقد عدها قوم من اليمن، وجعلها آخرون قصبة برأسها، وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة، وربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها، والصحيح أن اليمامة عمل برأسه وسط الطريق بين مكة والبحرين( 4).
عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل أوحى إلي أي هؤلاء الثلاث نزلت فهي دار هجرتك المدينة أوالبحرين أو قنسرين(5 ).
وفي موضع أخر قال: قال أبو محمد اليزيدي: قال لي المهدي والكسائي حاضر: كيف نسبوا إلى البحرين فقالوا بحراني؟
قال: وكيف نسبوا إلى الحصنين قالوا حصني؟
قال: ولم لم يقولوا حصناني؟
فقلت: لو نسبوا إلى البحرين، فقالوا: بحري لم يعرف إلى البحرين نسبوا أم إلى البحر وأمنوا.
اللبس في الحصنين إذ لم يكن موضع آخر ينسب إليه غير الحصنين، فقالوا: حصني، فقال الكسائي: لو سألني الأمير لأجبت بأجود من جوابه، فقال: قد سألتك، فقال الكسائي: إنهم لما نسبوا الحصنيني كانت فيه نونان فقالوا: حصني اجتزاء بإحدى النونين ولم يكن في البحرين إلا نون واحدة فقالوا بحراني، فقال اليزيدي: فكيف ينسب رجل من بني جنان، فإن قلت: جني على قياسك فقد سويت بينه وبين المنسوب إلى الجن، فإن قلت جناني رجعت عن قياسك وجمعت بين ثلاث نونات؟
قلت أنا: قول اليزيدي أمنوا اللبس في الحصنين محال، فإن في بلاد العرب مواضع كثيرة يقال لها الحصن، غير مثناة يأتي ذكرها عقيب هذا، فإن نسب إلى الحصنين
بما نسب إلى الحصن التبس بما نسب إلى الحصن كما أنهم لو نسبوا إلى البحرين بحري لالتبس بما نسب إلى البحر فبطلت حجة اليزيدي، وهذا خبر يتداوله العلماء منذ أيام اليزيدي وإلى هذه الغاية لم أر من أنكره، وهو عجب(6 .
وقال العيني (البحرين) على لفظ تثنية بحر موضع بين البصرة وعمان، والنسبة إليه: بحراني(7 ).
وفي تاج العروس: والبَحْرَيْنِ بالتَّحْتِيَّةِ، كذا في أصول القاموس والصّحاح وغيرهما من الدَّواوِين، وفي المِصباح واللِّسَان بالألفِ على صِيغَةِ المثنَّى المرفوعِ: بين البَصْرةِ وعُمَانَ، وهو من بلاد نَجْدٍ، ويُعرَبُ إعراب المثنَّى، ويجوزُ أن تَجعلَ النُّونَ محلَّ الإعراب مع لُزُوم الياءِ مطلقاً، وهي لغةٌ مشهورةٌ، واقتصر عليها الأزهريُّ، لأنه صار عَلَماً مُفْرَداً لدلالةٍ، فأشْبَه المُفْرَداتِ، كذا في المِصْباح. والنَّسْبَةُ بَحْرِيٌّ وبَحْرَانِيٌّ، أو كُرِهَ بَحْرِيٌّ، لئلا يَشْتَبِهَ بالمَنْسوب إلى البَحْر(8 ).
قال في معجم البلدان: وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل
هي قصبة هجر، وقيل: هجر قصبة البحرين وقد عدها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها.
وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة، ربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين(9 ).
وقال: والأحساء: مدينة بالبحرين، معروفة مشهورة، كان أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجناني القرمطي، وهي إلى
الآن، مدينة مشهورة عامرة. وأحساء بني وهب، على خمسة أميال من المرتمي، بين القرعاء وواقصة، على طريق الحاج، فيه بركة وتسع آبار كبار وصغار.
والأحساء ماء لغني، قال الحسين بن مطير الأسدي:
أين جيراننا على الأحساء؟ أين جيراننا على الأطواء؟
فارقونا، والأرض ملبسة نور الأقاحي تجاد بالأنواء كل يوم بأقحوان ونور،
تضحك الأرض من بكاء السماء(10 ).
وقال: والصفا: حصن بالبحرين وهجر، وقال ابن الفقيه: الصفا قصبة هجر، ويوم الصفا: من أيامهم، قال جرير: تركتم بوادي رحرحان نساءكم، ويوم الصفا لاقيتم الشعب أوعرا.
وقال آخر: نبئت أهلك اصعدوا من ذي الصفا سقيا لذلك من فويق صعدا! ( 11).
قال وهي بلاد واسعة، شرقيها ساحل البحر، وغربيها متّصل باليمامة، وشمالها متصل بالبصرة، وجنوبها متصل ببلاد عمان، وهي بلاد سهلة كثيرة الأنهار من العيون( 12).
(1)وفيات الأعيان: 5/11.
(2)التنبيه والإشراف: 341.
(3)معجم البلدان: 5/392-393.
(4)معجم البلدان: 1/347.
(5)المعجم الكبير: 2/239.
(6)معجم البلدان: 2/263-264.
(7)عمدة القاري: 13/157.
(8)تاج العروس: 6/56.
(9)معجم البلدان للحموي: 1/347.
(10)معجم البلدان للحموي: 1/112
(11)معجم البلدان للحموي: 3/412.
(12)المسالك والممالك للبكري: 1/370.
تم ارسال رسالتك بنجاح