تعاقب على البحرين والقطيف والأحساء ولاة في زمن الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان، أمثال العلاء الحضرمي وعثمان بن أبي العاص الثقفي وقدامة بن مظعون وربيع بن زياد الحارثي.
وفي عهد الإمام علي (عليه السلام) تولى عمر بن أبي قتادة المخزومي وهو ابن أم سلمة زوجة رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله)، وقد تربى عمر في بيت الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وكان معروفاً بولائه لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولعل في ذلك انعكاس اجتماعي وفكري على ولايته للبحرين، فترعرعت غرسة التشيع التي زرعها أبان، وتحولت المنطقة تدريجياً إلى منطقة شيعية دان فيها سكانها بالولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
ولكن ما لبث أن عزل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عمر بن أبي قتادة، ووضع مكانه نعمان بن عجلان الزرقي.
وقد بعث الإمام علي (عليه السلام) رسالة إلى عمر جاء فيها: «أما بعد فإني قد وليت نعمان بن عجلان الزرقي على البحرين ونزعت يدك بلا ذمّ لك ولا تثريب عليك، فلقد أحسنت الولاية وأديت الأمانة فأقبل غير ظنين ولا ملوم ولا متهم ولا مأثوم، فلقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشام وأحببت أن تشهد معي، فإنك ممن استظهر به على جهاد العدو وإقامة عمود الدين إن شاء اللَّه»(31).
تم ارسال رسالتك بنجاح