اسم الكتاب: زاد المعاد في هدى خير العباد
اسم الناشر: دار الآفاق العربية
الجزء: 2
الصفحة 862
فصل: في قدوم وفد عبد القيس
في الصحيحين من حديث ابن عباس: أنّ وفد عبد القيس قدموا على النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فقال:
«ممّن القوم»؟ فقالوا: من ربيعة. فقال: « مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى». فقالوا: يا رسول اللّه؛ إن بيننا وبينك هذا الحىّ من كفار مضر، وإنّا لا نصل إليك إلاّ في شهر حرام،
1) انظر سيرة ابن هشام (568/2،569).
2) أخرجه البخاري، كتاب: المغازي ، باب: غزوة الرجيع ،ورعل وذكوان وبئر معونة، حديث(4091).
زاد المعاد في هدى خير العباد الجزء 2 ، (صفحه 863)
فمرنا بأمر فصل نأخذ به ونأمر به من وراءنا، وندخل به الجنّة ، فقال :«آمركم بأربع ،وأنهاكم عن أربع :آمركم بالإيمان بالله وحده ،أتدرون ما الإيمان بالله ؟شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وإقام الصّلاة ،و إيتاء الزّكاة ،و صوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم .و أنهاكم عن أربع :عن الدّبّاء ،و الحنتم ،و النّقير، والمزفّت، فاحفظوهنّ وادعوا إليهنّ من وراءكم» 1. زاد مسلم: قالوا: يا رسول اللّه؛ ما علمك بالنّقير؟ قال :«بلى جذع تنقرونه ،ثمّ تلقون فيه من التّمر ، ثمّ تصبّون عليه الماء حتّى يغلى ، فإذا سكن، شربتموه، فعسى أحدكم أن يضرب ابن عمّه بالسّيف»، وفي القوم رجل به ضربة كذلك .قال: وكنت أخبؤها حياء من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالوا: ففيم نشرب يا رسول اللّه؟ قال: «اشربوا في أسقية الأدم التى يلاث على أفواهها». قالوا: يا رسول اللّه ؛ إنّ أرضنا كثيرة الجرذان لا تبقى فيها أسقية الأدم ، قال: «وإن أكلها الجرذان» مرتين أو ثلاثا، ثمّ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأشج عبد القيس: «إنّ فيك خصلتين يحبّهما اللّه: الحلم والأناة».
قال ابن إسحاق: قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الجارود بن بشر بن المعلّى وكان نصرانيا، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وفد عبد القيس، فقال: يا رسول اللّه؛ إنى على دين، وإنّي تارك دينى لدينك، فتضمن لى بما فيه؟ قال: «نعم أنا ضامن لذلك، إنّ الذي أدعوك إليه خير من الذي كنت عليه»، فأسلم وأسلم أصحابه، ثمّ قال: يا رسول اللّه؛ احملنا. فقال: «واللّه ما عندى ما أحملكم عليه» فقال: يا رسول اللّه؛ إنّ بيننا وبين بلادنا ضوالّ من ضوالّ الناس، أفنتبلغ عليها؟ قال:« لا، تلك حرق النّار» 2.
1) أخرجه البخاري، كتاب:المغازي، باب: وفد عبد القيس، حديث(4368)،و مسلم، كتاب: الإيمان، باب: الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله، حديث(17).
2) انظر سيرة ابن هشام (575/2).
تم ارسال رسالتك بنجاح