الكتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة
الجزء 4
الصفحة 526 - 527
المؤلف: عز الدين بن الأثير أبو الحسن علي بن محمد الجزري (ت 630)
حياة المؤلف: القران السابع
الطبعة: بيروت، دار الفكر، 1409/1989.
أسدالغابة، ج4، ص:527
5174- نافع أبو سليمان
(د ع) نافع أبو سليمان، مولى المنذر بن ساوى.
وفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم وأسلم، وكان ينزل حلب.
روى إسحاق بن راهويه، عن سليمان بن نافع العبديّ- سمع منه بحلب- قال: قال أبى: وفد المنذر بن ساوى من البحرين، حتى أتى مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومع المنذر أناس [2]، وأنا غليّم لا أعقل، أمسك جمالهم، قال: فذهبوا مع سلاحهم، وسلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووضع المنذر سلاحه، ولبس ثيابا كانت معه، ومسح لحيته، وأتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسلم عليه، وأنا مع الجمال، قال المنذر: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: رأيت منك ما لم أر من أصحابك! قال: وما
__________________________________________________
[1] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن عمران بن حصين، ينظر المسند: 4/ 431، 432، والبخاري، كتاب بدء الخلق:
4/ 128، 129، ومسلم، كتاب القدر: 8/ 51. كما ينظر تفسير ابن كثير عند الآية 7 من سورة هود: 4/ 239، 240 بتحقيقنا.
[2] في المطبوعة: «و مع المنذر إياس». والمثبت عن المصورة.
أسد الغابة، ج4، ص:527
رأيت منى يا نبي الله؟ قال: وضعت سلاحك، ولبست ثيابك، وتدهنت. قلت يا نبي الله، أ شيء جبلت عليه أم شيء أحدثته؟ قال النبي: لا، بل جبلت عليه. فسلموا على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أسلمت عبد القيس طوعا، وأسلم الناس كرها، فبارك الله في عبد القيس وموالي عبد القيس. قال سليمان بن نافع: قال لي أبى: «نظرت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما أنى انظر إليك، ولكنى لم أعقل». ومات أبى وهو ابن عشرين ومائة سنة.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
قلت: هذا الّذي فعله المنذر بن ساوى إنما فعله الأشجّ العبديّ، وله قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن فيك خلقين يحبهما الله. فقال الأشج العبديّ: يا نبي الله أ شيء جبلت عليه أم شيء أحدثته؟
قال: لا، بل شيء جبلت عليه. قال: الحمد للَّه الّذي جبلنى على خلقين يحبهما [1].
تم ارسال رسالتك بنجاح