اسم الكتاب: البدایة والنهایة
اسم الناشر: دار الفکر
الجزء: 5
الصفحة 48
وقال ابن إسحاق: وقدم على رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم الجارود بن عمرو بن حنش أخو عبد القيس قال ابن هشام وهو الجارود بن بشر بن المعلى في وفد عبد القيس وكان نصرانيا، قال ابن إسحاق:
وحدثني من لا أتهم عن الحسن[(1)] قال لما انتهى الى رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم كلمه فعرض عليه الإسلام ودعاه اليه ورغبه فيه فقال يا محمد إني كنت على دين وإني تارك ديني لدينك أ فتضمن لي ديني؟ فقال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم «نعم أنا ضامن أن قد هداك اللّٰه الى ما هو خير منه» قال فأسلم وأسلم أصحابه، ثم سأل رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم الحملان فقال:«و اللّٰه ما عندي ما أحملكم عليه». قال يا رسول اللّٰه إن بيننا وبين بلادنا ضوالا من ضوال الناس أ فنتبلغ عليها الى بلادنا، قال لا إياك وإياها فإنما تلك حرق النار قال فخرج الجارود راجعا الى قومه وكان حسن الإسلام صلبا على دينه حتى هلك، وقد أدرك الردة فلما رجع من قومه من كان أسلم منهم الى دينهم الأول مع الغرور بن المنذر بن النعمان بن المنذر قام الجارود فتشهد شهادة الحق ودعا الى الإسلام فقال: أيها الناس إني أشهد أن لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ وأن محمدا عبده ورسوله، واكفر من لم يشهد. وقد كان رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم بعث العلاء بن الحضرميّ قبل فتح مكة الى المنذر بن ساوى العبديّ فأسلم فحسن إسلامه ثم هلك بعد رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم قبل ردة أهل البحرين، والعلاء عنده أميرا لرسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم على البحرين. ولهذا روى البخاري من حديث إبراهيم بن طهمان عن أبى حمزة عن ابن عباس. قال: أول جمعة جمعت في مسجد رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم في مسجد عبد القيس بحوّانا من البحرين، وروى البخاري عن أم سلمة أن رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وسلّم أخر الركعتين بعد الظهر بسبب وفد عبد القيس حتى صلاهما بعد العصر في بيتها.
قلت: لكن في سياق ابن عباس ما يدل على أن قدوم وفد عبد القيس كان قبل فتح مكة لقولهم وبيننا وبينك هذا الحي من مضر لا نصل إليك إلا في شهر حرام واللّٰه أعلم.
تم ارسال رسالتك بنجاح