الكتاب: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العبادا
المؤلف: محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942)
تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض
حياة المؤلف: القرن العاشر
الطبعة: بيروت دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1993/1414.
سبلالهدى، ج11، ص:364
الباب الخامس والعشرون في إرساله- صلّى الله عليه وسلّم- العلاء بن الحضرمي- رضي الله تعالى عنه- إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين
قبل منصرفه من الجعرانة، وقيل: قبل الفتح، يدعوه إلى الإسلام، وكتب إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بإسلامه وتصديقه، وإنّي قرأت كتابك على أهل هجر فمنهم من أحبّ الإسلام وأعجبه، ودخل فيه ومنهم من كرهه، وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إليّ في ذلك أمرك، فكتب إليه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- إنّك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية، وكتب رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام، فإن أبوا أخذت منهم الجزية، وبأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم، وكان رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بعث أبا هريرة مع العلاء بن الحضرميّ وأوصاه به خيرا، وكتب رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- للعلاء فرائض الإبل والبقر والغنم والثّمار والأموال، فقرأ العلاء كتابه على الناس، وأخذ صدقاتهم قال ابن سعد وكان- صلّى الله عليه وسلّم- يكتب كما تكتب [قريش باسمك اللّهمّ حتى نزلت عليه ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ الله مَجْراها ومُرْساها 11: 41] [هود 41] [1] فكتب بسم الله حتى نزلت عليه قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ 17: 110 [الإسراء 110]، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم حتى نزلت إِنَّهُ من سُلَيْمانَ وإِنَّهُ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 27: 30 [النمل 30] فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، وكتب عليه الصلاة والسلام إلى المنذر بن ساوى أما بعد: فإنّ رسلي قد حمدوك وإنّك مهما تصلح، أصلح إليك وأثبتك على عملك، وتنصح للّه ولرسوله و[السّلام عليك] [2] وبعث بها مع العلاء بن الحضرميّ.
تم ارسال رسالتك بنجاح