5 ملايين بـ"القطيف" و"الدمام".. "الوطن" ترصد الوجود الشيعي في السعودية
"القطيف" و"الدمام"، المدينتان الرئيسيتان اللاتان تقوم عليهما المنطقة الشرقية السعودية، نظرًا لموقعهما المميز على الخليج العربي، وكونهما من أهم الحقول النفطية بالمملكة، وطالت المدن السياحية والاقتصادية بالمملكة أيادي العبث والإرهاب منذ التفجير الذي حدث في أحد المساجد ببلدة القديح في محافظة القطيف، بعد صلاة الجمعة الماضية، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 20 شخصًا، وتستقبل في الجمعة التالي عملية انتحارية بانفجار سيارة قرب مسجد "العنود" بمدينة الدمام. لا تُعرف مدن المنطقة الشرقية بأهميتها الاقتصادية فحسب، لكنها محور تمركز الشيعة المؤمنين بالأئمة الأثنى عشرية السعوديين بالمملكة، والمسجدين اللذين استهدفتهما "داعش" على مدار الجمعتين ينتسبان إلى هذه الطائفة، لذا ترصد "الوطن"، الوجود الشيعي بالمملكة والمنطقة الشرقية المستهدفة وموطنهم خاصة. أرجع الدكتور أحمد راسب النفيس المفكر الشيعي، في حديثه لـ"الوطن"، وجود الشيعة بهذه المنطقة إلى فجر التاريح حيث كانت تسمى المنطقة الشرقية باسم "البحرين"، فلها حدود مشتركة مع دولة الكويت في الشمال ودولتي قطر والبحرين في الشرق ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في الجنوب، ويعود تاريخ الاستيطان في المنطقة الشرقية من المملكة إلى ما قبل 5000 عام تقريبًا، كما يذكر موقع إمارة المنطقة الشرقية، الذي ذكر "راسم" أن الشيعة يستوطنونها منذ ذلك التاريخ. 5 ملايين نسمة، النسبة التقريبية التي ذكرها "النفيس" للتعداد الشيعي بالمملكة، بينما ذكر موقع شبكة "سي إن إن" أنه لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الشيعة في السعودية، وأوضح في تقريره "المسألة الشيعية في المملكة العربية السعودية"، الصادر عن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات (ICG) في بروكسل 2005، أن عددهم يقدر بمليوني نسمة تقريبًا، يمثلون نسبة 10-15% من إجمالي السكان (الذي بلغ في العام 2004 نحو 22 مليون و670 ألف نسمة، يشكل المواطنون منهم 16 مليونا و530 ألف نسمة تقريبًا). واشار التقرير إلى أن الشيعة يتمركزون في المنطقة الشرقية من المملكة، الغنية بالنفط، ويشكلون أغلبية السكان في هذه المنطقة، ولا سيما في القطيف والأحساء، كما تعيش أقلية شيعية في مناطق أخرى، ففي المنطقة الغربية (الحجاز) يغلب عليها المذهب المالكي والشافعي إضافة إلى وجود مجموعات دينية أخرى صغيرة من المذاهب الإسلامية الأخرى، بما فيها الزيدية والشيعة الجعفرية في المدينة المنورة، والشيعة الكيسانية في ينبع والفرق الصوفية، وفي المنطقة الوسطى (نجد) يغلب عليها المذهب الحنبلي بقراءته السلفية الوهابية. وضمت "نجد" نفسها، عددا من الشيعة يقيمون في حائل تحت سلطة التسامح التي أقامها ابن الرشيد (من قبيلة شمر)، قبل أن يسيطر عليها الملك عبدالعزيز، واستخدم وجود أولئك الشيعة مبررًا دينيًا للحرب ضدهم، وفي المنطقة الجنوبية (عسير وجيزان ونجران) وهي منطقة فسيفسائية من حيث النسيج القبلي والمذهبي. فكل المذاهب الإسلامية توجد في تلك المنطقة، وتقطن نجران أغلبية ساحقة تنتمي إلى المذهب الإسماعيلي وله مرجعيته المحلية الخاصة به (المكارمة)، ويقدر عددهم في المملكة نحو نصف مليون نسمة، بحسب موقع الجزيرة الوثائقي. وبينما يقدر تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات بنحو 100 ألف، يرى تقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن عددهم يقدر بنحو 700 ألف. فيما يرجع شيعة المملكة إلى أصول وجذور عربية، ويعود تاريخ وجودهم في شرق الجزيرة العربية إلى آواخر القرن الثالث الهجري، حين أقام القرامطة (وهم من الشيعة الإسماعيلية) في هذه المنطقة دولتهم، ومنذ ذلك التاريخ وحتى تأسيس الدولة السعودية الحديثة، مثلت هذه المنطقة مركزًا شيعيًا روحيًا مهمًا، فكانت القطيف تسمى "النجف الصغرى" لكثرة الحوزات العلمية فيها، ولهم مساجد كثيرة في المنطقة الشرقية منها (الزهراء، عمار بن ياسر، مسجد الإمام الحسين بصفوي، مسجد الإمام علي، القلعة، العباس، الإمام الحسن في القطيف).
تم ارسال رسالتك بنجاح