كتاب يتناول كافة الجوانب الدينية والاجتماعية والسياسية للفرقة التاريخية المقاتلة المسماة بالقرامطة. يستعرض الكتاب أصل الفرقة ونشأتها وعقيدتها ومقاصدها، بالإضافة إلى حراكها السياسي والعسكري الذي أقلق الدولة العباسية. كما ويتعرّض إلى النظريات المتباينة حول القرامطة من حيث كونهم طلاب عدالة اجتماعية ام طلاب لصوصية وشغب، أم من كونهم فرقة إسلامية لها رأي مختلف عن السائد أم أنها فرقة متزندقة مرتدّة عن الإسلام. وتحاول الكاتبة ان تقدّم قراءة مختلفة وصورة أكثر واقعية عن الأحكام القطعية التي تناولت القرامطة في كتب التاريخ وكتب الملل والنحل، وترى أن إجماع المؤرخين على إدانتهم وتجريمهم ليس قرينة على اليقين بل هو مدعاة شك وارتياب لما لهؤلاء المؤرخين من انحياز لأهل السلطتين الإجرائية والفقهية في عصورهم. ولاحظت المؤلفة أن رأي المتَّهم أي القرامطة مغّيب في معرض محاكمتهم ولأجل ذلك لجأت إلى الدراسات الحديثة التي تعتمد على المنهج العلمي الحديث لتعوّض عن النقص الفادح في المصادر القرمطية. وقد حاولت في دراستها هذه دفع الكثير من الشبهات عن القرامطة مبرّرة ذلك تارة بالصراع الطبقي الاجتماعي وطورا بضرواة المواجهة مع السلطة الحاكمة آنذاك. كما ويُستشفّ من نصوصها تفريقها بين القرامطة والإسماعيليين، كما يستشفّ منها تقسيم القرامطة إلى حركات عدة لا حركة واحدة.
تم ارسال رسالتك بنجاح