ثمة رأي ساد وسط العلماء المعاصرين حتى نهاية القرن التاسع عشر وربما إلى مطالع القرن العشرين مفاده أن التشيع فارسي المنشأ. وقد تبنى الرحالة الغربيون هذا الرأي واستعملوه أداة لتفسير الوقائع الاجتماعية والسياسية في المنطقة. هذه الصورة ترجمت في هيئة عبارات تحمل تحريضاً إلى جانب التسليمية المطلقة من قبيل هؤلاء العرب هم السنة.
قد مثّلت هذه الآراء وأشباهها مرتكزاً قوياً لعدد من الباحثين والرحالة الغربيين الذين درسوا التاريخ الثقافي والديني في هذه المنطقة.
وأياً كان الحال، فإن الآراء المذكورة سلفاً اعتصمت بمصادر وأدوات تحليلية لم تكن تأخذ في الحسبان مصادر تاريخية رصينة ومنهج تحليلي أكثر شمولية.
فقد بدأ اتجاه جديد في الظهور في بدايات العشرينيات من هذا القرن أطاح بالاعتقاد السائد، وسخر من النتائج التي توصل إليها الجيل الأول من الباحثين والرحالة الذين كانت تنقصهم المعرفة التاريخية والتحليل التاريخي العلمي.
تاريخ التشيع يستعيد قصة استيطان عبد القيس في المنطقة، هذه القبيلة التي قدر لها أن تلتحم بالإسلام وبالتشيع منذ بداياته المبكرة. فقبيلة عبد القيس اتجهت من تهامة، موطنها الأصلي، شرقاً ناحية البحرين التاريخية والتي تشمل هجر والقطيف وأوال.
تم ارسال رسالتك بنجاح