طرح الكاتب في مقدّمة الكتاب تعريفًا سريعًا لمحتواه هو تسليط الضّوء على فضاء الوضع الشّيعيّ الدّاخليّ في المملكة العربيّة السّعوديّة؛ وأدائها على المستوى السّياسيّ، وتحديدًا التّعاطي مع السّلطة، خاصّة الآن مع وجود ما يُسمّيه "شيء من التّحرّر في الحديث، إذ لا يوجد هنالك مشروع سياسيّ بوصفهم يخشى الإضرار به، ولا هنالك منجز أمامنا يُخشى عليه من الطّيران بأجنحة سماوية، ولا الطّريق أمام الشّيعة لتحصيل حقوقهم واضحة؛ فجاء هذا الباحث أو ذاك الكاتب ليلقي عليها الغَبَش والظُلمة، ولا يستطيع أحد أن يقول كما هي العادة بأنّ تصرّفات فلان أو علان كانت سبباً في "تضييع فرص" عظيمة كانت قاب قوسين أو أدنى من اليد فجاء من جعل الطّائفة الكريمة تخسرها".
ويشير في مقدّمة كتابه إلى أنّ "ما يراد طرحه لا يعدو مسائل متداولة منذ زمن بعيد في الدّوائر المغلقة، وفي جلسات المشايخ والنّاشطين في المجتمع، وبين الكتّاب والمثقفين، ربما ولسبب أو آخر لم يكن بمقدور أكثرهم الإفصاح عنها أو الكتابة حولها أو تنوير المجتمع بها، أو مجرد طرحها بشيء من الشّفافيّة والصّراحة"؛ وفي مقدّمتها النقاش الدّائر حول "ماذا أنجزنا وحقّقنا كطائفة وفق توجّه القائلين بـ "التّواصل مع السّلطة"، وإعتماد طريقة الموادعة معها؛ يطرح أصحاب هذا التّوجّه سؤالاً مقابلاً: وماذا أنجزنا وفق توجّه ومنطق القائلين بضرورة المواجهة والمعارضة للسّلطات القائمة؟. ويلقي الضّوء على الأشخاص الّذين قادوا المذهب الشّيعيّ في السّعوديّة خلال القرن الماضي، ورسموا لأبناء الطّائفة هناك نهجًا فاشلًا إصطُلح عليه ب" الموادعة "، لإستعادة حقوقهم كمواطنين يشكّلون أغلبيّة ساحقة في المملكة.
تم ارسال رسالتك بنجاح