وهذه الدراسة التي بين أيديكم قد ظهرت في الأساس كثمرة للاهتمام المحسوس بتاريخ البلدان العربية في العهد العثماني بعد ان تعرض للإهمال في تركيا سنوات طويلة. وكانت الدول او الشعوب قد تأثرت بالتيارات الفكرية التي بدأت في القرن التاسع عشر ثم شملت العالم كله في القرن العشرين. وبدلاً من أن تتصارح مع تاريخها سعت لوضع تاريخ مصطنع لنفسها. ولا شك أن الترك والعرب قد أخذوا نصيبهم من ذلك التيار . ويجب علينا الإشارة بكل الأسف أن الأتراك والعرب الذين يتقاسمون تاريخاً مشتركاً امتد لأربعة قرون لم يقدموا لنا البحوث والدراسات الكافية التي تلقي الضوء على تلك الشراكة. أما في السنوات الأخيرة فقد بدأت الدراسات التاريخية تسجل زيادة ملحوظة سواء فى تركيا أم في البلاد العربية. وعلى الرغم من أن البحوث والدراسات التي أجريت لا زالت تحمل أثر المفاهيم القديمة إلا أن الواضح بجلاء فيها كلها تقريباً أن هناك محاولة للتلاقي مع حقائق التاريخ والمصارحة في عرضها. وهذه الدراسة التي بين أيدينا هي ثمرة لمحاولة من هذا القبيل.
تم ارسال رسالتك بنجاح